هنا يكمن كل نبيه .....هنا لا يوجد سوى كلام سفيه

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

رحلتي بين المزاوله و اليقين

تبدأ الرحله من يوم 25 يناير و نزولي كمشاهد ثم كمشارك لأحداث هذا اليوم  العظيم اللي انا معشتش في حياتي يوم شبيه ليه و يليه في الترتيب 27 مايو........ (تقريبا علشان مكنش فيهم اخوان)...و الكر والفر مع الشرطه و المخبرين والغازات المسيله و الوجوه الشبابيه اللي كانت سائده في هذا اليوم.
وفي اليوم التالي (26 يناير) نزلت مع الشباب نبحث عن الناس اللي كانوا معانا في اليوم اللي قبله لكننا فوجئنا بأن مفيش حد و الحياه طبيعيه و اللي بيحب بيحب ..واللي سارح سارح ...واللي تايه تايه ...ومفيش غير عربيات الشرطه الكبيره موجوده بكثافه واقفه و كأنها بطلعلنا لسانها و تقولنا (لفظ قبيح يبدأ بحرف الكاف) أمكوا.
و يومها روحت و أنا محروق دمي... وقلت مقوله لسه جرسها بيرن في وداني الى الأن (شعب ممثل و حكومه صادقه) , و كان قصدي أن الحكومه صادقه في وقفتها و سيطرتها الأمنيه....لكننا كنا ممثلين في نزولنا و لم نكن صادقين و انتصرت علينا الحكومه بصدقها و الدليل هو عدم وجود كثافة مماثله ليوم 25.
و لكن في الأيام التاليه و بخاصة يوم 28 عندما وجدت أني مش لوحدي اللي قرر النزول برغم التحذيرات الأمنيه و الأشاعات اللي ملت سماء الأسكندريه عن الغشامه الأمنيه المتوقعه و تحذيرات اهلي اللي توقفت عند التحذير و لم تصل للمنع ....و أنقضى هذا اليوم اللي كان دراماتيكي لأقصى درجه بأحداثه المثيره و بمناظره اللي لا اعتقد ان احد من جيلنا عاشها قبل كده.
فمن هذا اليوم و أنا بدأ تظهر لي اشياء مهمه و تختفي من عندي اشياء مهمه ....تبدأ بالتعاطف مع خطاب مبارك ثم بعدها بلحظات.. أعلاني انني لم اكره في حياتي غيره ..و حرصي على المشاركه الشعبيه في تنظيم  المرور و اللجان الشعبيه ثم المشاركه في المسيرات اليوميه المطالبه بسقوط مبارك.... و استمرت هذه المراهقه السياسيه أيضا مع المواقف المختلفه للحكومه  والتي تلقى منى القبول في البدايه ثم تنتهي بالرفض كالعاده......لكن مع كل هذه التناقضات و التقلبات اللي كان بيخليني اتأكد أن أنا كنت صح يوم ما نزلت و قلت لأ مع اللي نزلوا يوم 25 و يخليني اشاركهم الى الأن هو مناظر الشهداء و المقاطع المختلفه ليهم و رؤيتي لأهاليهم اثناء المسيرات وهو أني متأكد أن الناس اللي انا شفتها دي من شباب و بنات مش عاوزين حاجه ولا ليهم مصلحه شخصيه في المرمطه و البهدله اللي بتبهدلوها غير أنهم نفسهم يشوفوا الحريه الحقيقيه و يعيشوها و يطهروا البلد دي من الأصنام اللي لابده في أماكنها بقالها سنين علشان التاريخ لما بيفتكر و يعيد نفسه يبقى الجيل ده فعلا عمل حاجه جاده لبلاده لا يقل عن جيل أكتوبر و بقية الأجيال اللي قبل كده.
و بعد كل الرغي ده اللي مش المقصود منه التأريخ ولا التسليه على قد ما مقصود منه أن اي حد لسه بيقرا المقاله دي مينساش الشهداء ولا الأيام اللي فاتت كلها علشان الناس بيقولوا له كفايه و خلاص و زي ما بنقول في المسيرات (دي ثوره بجد ولا هزار) و علشان أحنا لسه مشفناش نتائج قويه لثورة من المفروض ان تاريخها بيتكتب الأن ...أوعى تزهق ولا تقلب على الشباب اللي من جيلك اللي بيطالبوا بالتطهير حاليا ...لأن الفتره اللي أحنا فيها هي أهم من أيام الثوره نفسها ...و ساندهم على قد ما تقدر لأن لو تفتكر محدش كان مساندنا لكن كل الناس أكتشفت أننا كنا صح من أول يوم و قدام حيعرفوا أننا صح بأصرارنا على التتطهير و المحاكمه قبل الأستقرار و المصالحه.....و أخيرا
 (شعب صادق ...و حكومه ممثله)