هنا يكمن كل نبيه .....هنا لا يوجد سوى كلام سفيه

الأربعاء، 6 يوليو 2011

عمو لو سمحت:ممكن تديلي الثوره بتاعتي؟

لو أنت كنت أصيبت بغيبوبه من أول رأس السنه و فوقت خلاص و ربنا شفاك و قلت تاخد عربيتك وتتمشي  في أسكندريه على البحر من المنتزه مرورا (بالعصافره و المندره و ميامي) فأنت كده في منطقة المايوهات  و الخلق المرمية في المياه و الناس اللي متزاوله في الشراء و الأكل و مفيش اي حاجه غريبه قدامك حتشوفها .....لكن حيستوقفك أن في رسومات عند محطات الأوتوبيس و الجدران الي على الجانبين لدبابات و وجوه ناس و كلمات مش مفهومه من أمثلة (الجيش و الشعب ايد واحده مكتوبين بلون و تلاقي معاهم الشرطه بلون تاني تحس أن حد كتبها متأخر و زنقها ما بين الأتنين) ...الموضوع سيشغلك بالذات لما تلاقي علم مصر (بس من غير نسر) مرسوم على اي حته حتيجي عليها عينيك .
فتبدأ المزاوله تاكل دماغك و يبدأ عقلك يضع ليك إحتمالات ,أن كان في بطوله مثلا لكرة القدم بس في كاس العالم و احنا لبّسنا الجيش و الأمن المركزي (الترينكات) و راحوا يشجعوا المنتخب.... فبنشكرهم مثلا .
و تقتنع بالحل ده و تكّمل مشي بال عربيه و تيجي عند سيدي جابر و تلاقي دبابات ماشيه و مدرعات رايحه على المنطقه الشماليه و مكتوب على الجدران برضه  نفس الكلام مثل (يا شهيد نام و ارتاح ..و احنا نكمل الكفاح) (و خالد خالد يا شهيد )...فيبدأ مخك يدور اكتر و تبدأ تتنح و تقول: شهيد؟!!!! ,هو أحنا دخلنا  حرب ؟ و هو مش خالد سعيد ده خلاص ؟ بس لما تلاقي ناس كتير ماشيه عادي و متقبلين منظر الدبابات و بيتصورا جنب الرسومات الى على الحيطه تقتنع أن ممكن يكون الكلام ده في ذكرى حرب اكتوبر مع انك في شهر 7 ..لكنك ستختلق لنفسك الأسباب الي تخليك متركزش في الموضوع و تكبر دماغك.
و أول ما تعدي المكتبه و تبدأ تقرب من القائد ابراهيم تلاقي الناس قاعده على سور الكورنيش مدياك قفاها (للأسف) تلاقي مكتوب تحتهم على السور كلام تاني خالص ..مثل:(يسقط المشير....يسقط النائب العام....الداخلية البلطجية) ...و تبدأ تشك انك عامل دماغ او لسه تأثير الغيبوبه عليك منتهاش , و تسأل نفسك هما اشمعنى الناس اللي عند ميامي دول اللي بالمايوهات و بيعوموا في المياه بيحبوا الجيش و الشرطه و هنا قافشين عليهم؟.
و حتلاقي منظر لناس عند (القائد إبراهيم) قاطعين طريق واحد للبحر و فاتحين الأخر, و لهم خيام على الرصيف , أغلبهم لابسين اسود و معاهم شباب وشوشها عابسه و حالة عدم رضا مغطياهم و النور مقطوع عندهم بالذات ... فقررت نهائيا أنك مش فاهم حاجه.
  و ذهولك جعل منك صنم راكب سياره لا يقودها هو ..لكن يقودها الزحام ليس لهذه المنطقه العابسة لكن لمنطقه اخرى تتميز بالأغاني و السهر و الجيلاتي و القهاوي و المطاعم و المراجيح  و تعرف بفطرتك أن دي منطقة (بحري) رغم أنك لا ترى غير بشر و لم تلمح البحر بعينيك لكي تتأكد .
و يقودك الزحام لأن تعود الى المنطقه العابسه  مرة أخرى (القائد إبراهيم) .....,
 و تتوقف و تنزل تسأل :هو في أيه هنا لو سمحت؟ و معلقين ليه صور الشباب اللي زي الورد ده كأنه شهيد؟..
.و تلاقي الرد جالك فوق دماغك.
-أصل فيه ثوره عملناها يوم 25 يناير و أحنا بقالنا 6 شهور و مشوفناش حاجه يا استاذ.
فتبدا تسأل :ثوره أزاي يعني ..أعذر جهلي ..زي ثورة 52 كده؟
-لأ....أيوه يا استاذ .
تسال تاني:الجيش اللي عملها و أدهالنا برضه؟
-لأ أحنا اللي عملناها و أديناها للجيش.
وتزّن :ثوره وشهداء و مصابون و مفقودين و أمن مركزي ؟
-حوالي ألف شهيد و زيهم مفقودين و اضعافهم مصابين.
فتستفسر:مع أن الدنيا بره عادي أنا مكتشفتش أن في حاجه غير لما عديت قدامكوا... و لو كنت أتشغلت بحاجه جوه العربيه مكنتش حسمع عنكوا حاجه؟
-ما الناس شكلها نسيت
فترخم اكتر:يا أبني أنتوا لحقتوا دي 6 شهور ..هي الناس بتنسى بسرعه كده.....و ليه مش بيساعدوكوا ؟هي مش الثوره دي على كلامك بتاعت الشعب؟
-هي المفروض بتاعت الشعب ...بس احنا مستنين المجلس يدهلنا.
          
                    (لازم ننزل نّرجع ثورتنا تاني..علشان نعرف نرد على اي حد بيسأل عليها و مش لاقيها)